تاريخ الذكاء الاصطناعي
في هذا المقال سوف نتحدث فيه عن تاريخ الذكاء الاصطناعي باختصار منذ نشأته الى اليوم و أهم المراحل التي مر بها، و لكن قبل ذلك يجب أن نعرف الذكاء الاصطناعي و بعض المصطلحات الأساسية بشكل سريع.
ماهو الذكاء الاصطناعي ؟
هو مجال علمي ظهر بشكل رسمي كتخصص يدرس في الجامعات سنة 1956، هدفه جعل الألات أو الحواسيب على وجه التحديد تؤدي وظائف ذكية. اما تفكر و تتصرف مثل الانسان أو على الأقل تحاكي بشكل جزئي تفكير و تصرف الانسان في مجال معين و ذلك بالاعتماد على الطرق البرمجية و الحلول الرياضياتية و مختلف منتجات العلوم الأخرى المساعدة كالالكترونيك و الميكانيك و البيولوجيا ...مصطلحات أساسية:
عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي يجب أن نمييز بين :1- طرق الذكاء الاصطناعي (AI techniques): و هنا نتحدث عن الخوارزميات بشكلها الأساسي و النمادج الرياضياتية و الاحصائية التي نستخدمها مثلا في مجالات تعلم الألة، التعلم العميق، الأنظمة الخبيرة، المنطق الضبابي، التحسين و خوارزميات البحث ...
2- الفروع التطبيقية للذكاء الاصطناعي (AI functional applications): و هنا نتحدث عن الفروع الكبرى التي تجمع مجموعة من الطرق لتطبيقها في حل أحد المشاكل المحددة مثل الرؤية الحاسوبية ( computer vision) التي تهدف الى جعل الحواسيب تفهم الواقع بشكل مرئي، تحليل و فهم اللغات الطبيعية (NLP) التي تهدف الى جعل الحواسيب تفهم الكلام البشري ...
3- مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي (AI application fields): و نقصد بها المجالات التي تنتمي الى واقعنا و نستطيع تطبيق الذكاء الاصطناعي فيها، مثل النقل حيث نوظف الرؤية الحاسوبية لجعل السيارات تقود نفسها ذاتيا، التسويق بتطبيق (NLP) حيث تقوم البرامج التي تفهم اللغات بتلبية طلبات الحجز و الرد على الزبائن، في الصحة أيضا و التعليم و الاقتصاد و الصناعة و الامن ...
تاريخ الذكاء الاصطناعي :
تسجيل ميلاد الذكاء الاصطناعي بشكل رسمي حيث صار تخصصا علميا مستقلا عقب (Dartmouth conference). كانت هناك أعمال سابقة مهدت لهذا الميلاد طبعا.
من سنة 1956 الى 1974:
تعتبر من السنوات الذهبية في تاريخ الذكاء الاصطناعي لحجم التمويل و الدعم الذي تلقاه هذا التخصص من الحكومات. تم التركيز في هذه المرحلة على طرق (logic-based problem solving).
من سنة 1974 الى 1980:
تم الاصطدام بواقع محدودية قدرات الطرق التي يعمل عليها في ذلك الوقت للوصول الى الهدف أو الحلم المنشود، تم خفض التمويل بشكل كبير و حل الشتاء الأولى على الذكاء الاصطناعي و قلت البحوث فيه.
من سنة 1980 الى 1987:
خلال هذه السنوات حقق مجال الأنظمة الخبيرة (knowledge-based expert systems) استفاقة من السبات الشتوي و سجل بعض النجاحات و الاهتمام ما أعد التمويل مجددا و ظهور بحوث جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
من سنة 1987 الى 1993:
حل شتاء ثاني على الذكاء الاصطناعي بسبب محدودية قدرات الحواسيب في ذلك الوقت. ظهور عيوب الأنظمة الخبيرة في صعوبة التعديل عليها و اصلاحها لما يكون المشروع معقدا و طويلا، هذا ما دفع الحكومات و المستثمرين الى خفض دعمهم و استثماراتهم في هذا المجال.
من سنة 1993 الى 2011:
كانت بداية مرحلة جديدة بعد تحسن أداء الحواسيب و زيادة قدراتها، عاد الدعم من جديد و الاستثمارات في هذا المجال، عادت البحوث بقوة بعد ذلك. سنة 1997 برنامج (IBM’s DeepBlue) تغلب على بطل العالم في لعبة الشطرنج (Kasparov)، سنة 2002 شركة أمازون بدات في استخدام البرامج التي تقترح على الزبائن منتوجات تناسب ميولاتهم و رغباتهم، سنة 2011 شركة أبل بدأت في تطوير مشروع (Siri)، برنامج (IBM Watson) تغلب على بطلين في (The TV quiz Jeopardy).
من سنة 2012 الى اليوم:
مرحلة ظاهرة أمامنا و نعيشهاحاليا، حيث زادت قوة الحواسيب و صارت هناك مراكز للحوسبة المكثفة في كل مكان. انتشار الانترنت و زيادة المستخدمين زاد من حجم البيانات المتوفرة، كل هذا أعطى دفعا قويا و كبيرا لمجال تعلم الألة و مجال التعلم العميق للانطلاق من جديد و سمح بظهور عصر الشبكات العصبية و قابليتها للتطبيق و الاستخدام في الواقع. خلال هذه المرحلة زاد اهتمام الحكومات بهذا المجال و زاد دعمها و انفاقها عليه و صار من الاستراتيجيات الأمنية للدول، زاد عدد المستثمرين و الاستثمارات في هذا المجال بشكل مضاعف و ظهور شركات خاصة فيه و يمكن أن نقول أننا على أعتاب مرحلة بداية تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل شامل في حياة الناس. هذا التركيز و الاهتمام بالذكاء الاصطناعي أدى الى ظهور تطبيقات و برامج قابلة للاستخدام في الواقع، في مجال الأمن و المراقبة، في التجارة الالكترونية، في التعليم عن بعد، التنبؤ بحالة الأسواق المالية، في الصحة، في النقل، في المدن الذكية، في الصناعة، في الفلاحة و غير ذلك من المجالات. سنة 2016 برنامج جوجل (AlphaGo) تغلب على بطل العلم في اللعبة الصينية المعقدة (board game Go)، صرنا نتحدث عن الذكاء الاصطناعي القوي أكثر. مازالت هذه المرحلة تتقدم أكثر و تظهر لنا أشياء جديدة في كل مرة بدون توقف و هي مستمرة و تتضاعف منتجاتها.
الكاتب: هشام فلواط
Comments
Post a Comment