تأثير الذكاء الإصطناعي و التقنية على قطاعي التعليم و الصحة في زمن وباء كورونا


1- قطاع التعليم 

وضع فيروس كورونا المستجد قطاعي التربية والتعليم العالي في البلاد أمام تحديات و خيارات صعبة و لا يعلم أي أحد متى ستنتهي هذه الأزمة و ما إذا كنا سنعود للمدارس و الجامعات قريبا أم لا. أمام هذه الأزمة الصحية لجأت معظم البلدان و من بينها الجزائر نحو التعليم عن بعد من أجل إنقاد الموسم الدراسي. التقدم التقني و التكنولوجي الذي تشهده الساحة العالمية اليوم جعل من تطبيق خيار التعليم عن بعد أمرا ممكنا. أولا: يمكن أن نقول في الجزائر و بحكم إتساع شبكة الربط بالإنترنت لمختلف الأسر الجزائرية و كذلك إنتشار خدمتي (3G) و (4G) جعل الوصول للمحتوى العلمي على الأنثرنث ممكنا للأغلبية إلى حد ما. ثانيا: يمكن أن نشير إلى تطور و تعدد وسائل الولوج إلى عالم الأنترنت من حواسيب و ألواح رقمية و هواتف ذكية و أسعارها التي تراجعت بشكل كبير و صارت في متناول الجميع بحيث لا يخلو بيت جزائري من هاتف ذكي أو حاسوب. ثالثا: إضافة إلى المنصات التعليمية التي وفرتها وزارتي التربية والتعليم و كذلك وزارة التعليم العالي هناك العديد من المنصات التي تحتوي على كم هائل من المحتوى العلمي الرقمي و أغلبها مجاني و حتى المنصات الغير مجانية فتحت أبوابها للجميع خلال هذه الفترة. توفر المحتوى الرقمي و تعدده جعل إمكانية متابعة الدروس من البيت أمرا في غاية السهولة. رابعا: التقدم التكنولوجي وفر العديد من الأدوات السهلة الإستخدام للمعلمين و الأساتذة من أجل التواصل مع تلاميذهم و طلبتهم و كذلك كتابة الدروس و نشرها مع ميزة أن الدروس تكون تفاعلية و أكثر جذبا للإنتباه من خلال تدعيمها بصور و فيديوهات و مخططات توضيحية. هذه الأدوات تسمح أيضا للمعلمين و الأساتذة بتقيم المتعلمين من خلال متابعة تفاعلهم أثناء الدرس و إمكانية إقامة إختبارات عن بعد. حفظ الدروس على الإنترنت يسمح للمتعلم بالعودة إليها كلما أراد كما تسمح له بتدارك التأخر إذا ماحدث له ظرف طارئ. خامسا : تكلفة التعليم عن بعد أقل بكثير من التعليم العادي، فيكفي وجود ربط بالأنترنت و جهاز رقمي أما توفير سبورة و طاولات و كراسي في كل قسم مع مدفئة في فصل الشتاء و مكيف هواء في وقت الحر و مصاريف النقل و طباعة مختلف الكتب و الأوراق كلها يمكن إدخارها.

الإجراءات الواجب العمل بها :
 هناك عدة إجراءات يجب أن نقوم بها في القريب العاجل لتفادي أي ظرف طارئ أخر مستقبلا.
1- إعتماد التعليم عن بعد بشكل نسبي حتى في الحالات العادية من أجل الإستعداد و تدريب التلاميذ و المعلمين على هذا الأمر الذي قد يكون مستقبلا هو السائد و كذلك التقليل من ميزانية التعليم من خلال أن الكتاب الرقمي أقل تكلفة من الكتاب الحقيقي بكثير و يمكن إعادة إستخدامه بشكل غير محدود.
2- رغم تقدم خدمة الإنترنت في الجزائر إلا أنها مازالت تحتاج إلى الكثير من التحسين خاصة في المناطق الريفية و النائية.
3- توفير لوح رقمي لكل تلميذ و لو عن طريق إشتراك معقول من أسرة التلميذ. وجود اللوح الرقمي يساهم في الحد من مشكل تذبذب الإنترنت أو عدم توفرها في بعض المناطق حيث يستطيع التلميذ الحصول على الدروس من معلمه بشكل مباشر و يطلع عليها في البيت لاحقا.
4- تشجيع منصات التعليم عن بعد الجزائرية و حبذا لو تكون ضمن مخطط دعم الشركات الناشئة التي تتبناه الدولة حاليا.

2- قطاع الصحة :

قد شاهدنا كيف وظفت بعض الدول المتقدمة كالصين تقنيات الذكاء الإصطناعي في مواجهة وباء فيروس كورونا وكيف كان له الفضل الكبير في نجاح الحجر الصحي هناك من خلال أجهزة المراقبة المختلفة و متابعة المصابين و من كانوا على علاقة بهم، تحليل البيانات من أجل التنبؤ بمسار و كيفية إنتشار هذا الفيروس ، في الكشف عن المصابين بشكل سريع و بواسطة أجهزة ذكية و متطورة. أما في القطاع الصحي فيمكن أن نتحدث عن أمرين أساسين:

 برامج الذكاء الإصطناعي في المجال الطبي : 
إنطلقت الكثير من الأعمال في مختلف الجامعات العالمية ككندا و الصين في توظيف تقنيات الذكاء الإصطناعي و بالتحديد معالجة و تحليل الصورة الطبية مثل صور الأشعة السينية و الصور المقطعية المحوسبة لمنطقة الصدر من أجل تشخيص المصابين بفيروس كورونا و الذي يتم بشكل سريع جدا. الحمد لله قد بدأنا في تطبيق الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب في الجزائر قبل أسابيع بعد سماح وزارة الصحة بذلك. برامج مساعدة في تحليل بيانات المرضى و إستخلاص معاملات العدوى و الإنتشار من أجل الحصول على تنبؤات مستقبلية. برامج الذكاء الإصطناعي للمحاكات التي تسمح للأطباء الباحثين بالعمل و إجراء مختلف التجارب العلمية و دراسة هذا الفيروس من أجل التوصل إلى شيفرته الجينية و إيجاد حل له. عملية البحث عن أنسب دواء موجود و قادر على مساعدة المصابين بشل قدرة الفيروس أو تقليل خطره أو علاج أثاره و ذلك من خلال إجراء محاكاة لتفاعل مختلف مكونات الأدوية مع الفيروس و إختيار الأفضل و الأنسب.

وسائل الذكاء الإصطناعي في المجال الطبي :
طرق الذكاء الإصطناعي ساهمت في تطور الطباعة الثلاثية الأبعاد و التي تستخدم حاليا في صناعة الأقنعة الواقية للأطباء و رجال الحماية المدنية و هناك ورشات في الجزائر يشرف عليها مهندسين جزائريين تشتغل حتى هذه اللحظة. تطور مجال الربوتات سمح بإستخدام الربوت مكان الطبيب للتواصل مع المرضى في بعض الحالات من أجل تقليل الإحتكاك و نسبة إنتشار العدوى. وسائل التعقيم الذكية و التي تكون على أبواب المستشفيات، أجهزة القياس الحراري و الحسسات المختلفة من أجل فحص وقياس شامل لدرجة حرارة الأشخاص في الشوارع و الأماكن العامة، هناك الحديث عن أجهزة ذكية في بعض الدول قادرة على تشخيص المصابين في دقائق معدودة. و سائل المراقبة و متابعة المصابين و من كانوا على علاقة و إحتكاك بهم.





الكاتب : هشام فلواط - hichem felouat
تابعوا مقالاتي على الهاشتاج : #هشام_فلواط

Comments

Popular posts from this blog

نصائح إلى الطلبة الذين سيدرسون تخصص الإعلام الألي

تحسين أداء خوارزميات تعلم الألة

أقسام الذكاء الاصطناعي Subdomains of AI